أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات بأجنحتها أي قد رأوها ويقبضن يعني إذا وقف الطائر صافا بجناحيه لا يزول في تفسير بعضهم أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن على الاستفهام إن أراد عذابكم أي ليس أحد ينصركم من دونه إن الكافرون ما الكافرون إلا في غرور يعني في غرور الشيطان بل لجوا في عتو وهو الشرك ونفور عن الإيمان أفمن يمشي مكبا على وجهه لا يبصر موضع قدميه وهذا مثل للكافر أهدى أمن يمشي سويا عدلا يبصر حيث يسلك وهذا مثل المؤمن أي أن المؤمن أهدى من الكافر قال محمد يقال أكب على وجهه بالألف وكبه الله بغير ألف قليلا ما تشكرون أي أقلكم من يؤمن تفسير سورة الملك من الآية قل إنما العلم عند الله يعني علم الساعة لا يعلم قيامها إلا هو وإنما أنا نذير أنذركم عذاب الله مبين أبين لكم عن الله فلما رأوه يعني
العذاب زلفة قريبا سيئت وجوه الذين كفروا ساء العذاب وجوههم وقيل لهم عند ذلك هذا الذي كنتم به تدعون لقولهم ائتنا بعذاب الله استهزاء وتكذيبا قال محمد ذكر أبو عبيد أن من القراء من قرأ الذي كنتم به تدعون خفيفة لأنهم كانوا يدعون بالعذاب في قوله اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة الآية قال وقرأ أكثرهم تدعون بالتشديد قال وهي القراءة عندنا والتشديد مأخوذ من التخفيف تدعون تفعلون و تدعون تفتعلون مشتقة منه قوله قل يا محمد أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي من المؤمنين أو رحمنا فمن يجير أي يمنع الكافرين أي ليس لهم مجير يمنعهم من عذاب الله فستعلمون يوم القيامة من هو في ضلال مبين أي أنكم أيها المشركون في ضلال مبين إن أصبح ماؤكم غورا أي قد غار في الأرض فذهب والغور الذي لا يقدر عليه ولا تدركه الدلاء فمن يأتيكم بماء معين جاء عن عكرمة المعين الظاهر قال الحسن المعين الذي أصله من العيون
قال محمد غورا مصدر موصوف به تقول ماء غور وماءان غور ومياه غور كما تقول هذا عدل وهذان عدل وهؤلاء عدل