وهذا وعيد لمن كذب بالقرآن سنستدرجهم يعني المكذبين من حيث لا يعلمون أي نأخذهم قليلا قليلا ولا نباغتهم وأملي لهم أي أطيل لهم وأمهلهم حتى يبلغ الوقت الذي يعذبهم فيه إن كيدي متين شديد وكيده أخذه إياهم بالعذاب أم تسألهم يقول للنبي أم تسأل المشركين على القرآن أجرا فهم من مغرم مثقلون أي قد أثقلهم الغرم أي أنك لم تسألهم أجرا أم عندهم الغيب علم الغيب فهم يكتبون لأنفسهم الجنة إن كانت جنة لقول أحدهم ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى للجنة إن كانت جنة تفسير سورة القلم من الآية فاصبرلحكم ربك أي الذي يحكم عليك وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم ولا تكن كصاحب الحوت يعني يونس إذ نادى يعني في بطن الحوت وهو مكظوم مكروب وقد مضى تفسير قصة يونس لولا أن تداركه نعمة من ربه فتاب لنبذ بالعراء بالأرض وهو مذموم يعني حين أخرج من بطن الحوت في تفسير بعضهم قال محمد العراء الأرض التي لا تواري من فيها بجبل ولا شجر فاجتباه ربه فاصطفاه فأنقذه مما كان فيه فجعله من الصالحين وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك لينفذونك بأبصارهم لشدة نظرهم عداوة وبغضا لما سمعوا الذكر
قال محمد يزلقونك في اللغة معناه يصرعونك ومنه قول الشاعر يتقارضون إذا التقوا في مجلس نظرا يزيل مواطئ الأقدام وقراءة نافع ليزلقونك من زلقت بفتح الياء قوله ويقولون إنه يعنون محمدا لمجنون وما هو يعني القرآن إلا ذكر للعالمين يذكرون به الآخرة والجنة والنار


الصفحة التالية
Icon