تفسير سورة عبس
وهي مكية كلها بسم الله الرحمن الرحيم تفسير سورة عبس من آية قوله عبس وتولى أن جاءه الأعمى أي لأن جاءه الأعمى كان النبي ﷺ مع رجل من المشركين من وجوههم وأشرافهم وهو يدعوه إلى الإسلام ورجا أن يؤمن فيتبعه ناس من قومه فهو يكلمه وقد طمع في ذلك منه إذ جاء ابن أم مكتوم وكان أعمى فأعرض النبي ﷺ عنه فجعل ابن أم مكتوم لا يتقار لما أعرض عنه النبي مخافة أن يكون حدث فيه شيء فأنزل الله عبس وتولى أن جاءه الأعمى
وما يدريك لعله يزكى يؤمن أو يذكر فتنفعه الذكرى قال السدي المعنى لعله يزكى ويذكر والألف صلة أما من استغنى عن الله فأنت له تصدى تتعرض وما عليك ألا يزكى ألا يؤمن وأما من جاءك يسعى يسارع في الخير وهو يخشى الله يعني ابن أم مكتوم
فأنت عنه تلهى تعرض كلا إنها تذكرة أي هذا القرآن تذكرة فمن شاء ذكره وقال في آية أخرى وما تذكرون إلا أن يشاء الله قال محمد من قرأ فتنفعه بالرفع فعلى العطف على تزكى ومن قرأ فتنفعه بالنصب فعلى جواب لعل وقوله تلهي يقال لهيت عن الشيء ألهى عنه إذا تشاغلت عنه في صحف مكرمة مرفوعة عند الله في السماء مطهرة من الدنس بأيدي سفرة كتبة يعني الملائكة كرام بررة لا يعصون الله قال محمد واحد السفرة سافر مثل كاتب وكتبة ويقال إنما قيل للكتاب سفر وللكاتب سافر لأن معناه أن يبين الشيء ويوضحه ومنه سفرت المرأة إذا كشفت النقاب عن وجهها وبررة جمع بار قوله قتل الإنسان أي لعن وهذا للمشرك ما أكفره تفسير الكلبي ما أشد كفره من نطفة خلقه فقدره نطفة ثم علقة إلى أن نفخ فيه الروح ثم السبيل يسره تفسير بعضهم يعني خروجه من بطن أمه ثم أماته فأقبره جعل له من يدفنه في القبر ثم إذا شاء أنشره أحياه يعني البعث أي كيف يكفر كقوله كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا الآية