قال يحيى مكث سليمان حولا وهو متوكئ على عصاه لا يعلمون أنه مات وذلك أن الشياطين كانت تزعم للإنس أنهم يعلمون الغيب فكانوا يعملون له حولا لا يعلمون أنه مات قال فلما خر سليمان أي سقط تبينت الجن للإنس أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين يعني الأعمال التي سخرهم فيها سورة سبأ الآيات من الآية حتى الآية لقد كان لسبإ في مساكنهم آية أي لقد تبين لأهل سبإ كقوله واسأل القرية أي أهل القرية قال محمد قد مضى القول في سبإ في تفسير سورة النمل واختلاف القراءة فيه والتأويل قال يحيى ثم أخبر بتلك الآية فقال جنتان عن يمين وشمال جنة
عن يمين وجنة عن شمال بلدة طيبة ورب غفور لمن آمن قال محمد جنتان بدل من أيه و رب غفور مرفوع على معنى و الله رب غفور فأعرضوا عما جاءت به الرسل فأرسلنا عليهم سيل العرم والعرم الجسر يحبس به الماء وكان سدا قد جعل في موضع من الوادي تجتمع فيه المياه قال مجاهد إن ذلك السيل الذي أرسل الله عليهم من العرم ماء أحمر أتى الله به من حيث شاء وهو شق السد وهدمه وحفر بطن الوادي عن الجنتين فارتفعتا وغار عنهما الماء فيبستا قال وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل أي ثمرة خمط وهو الأراك وأثل وقال محمد والأثل شبيه بالطرفاء واختلف أهل اللغة في مد الطرفاء وقصره وأكثرهم على المد ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي أي نعاقب إلا الكفور قال محمد قيل معنى المجازاة ها هنا أنه لا يغفر له وإنما المغفرة لأهل الإيمان سورة سبأ الآيات من الآية حتى الآية