إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا يعني لئلا تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده وهذه صفة يقول إن زالتا ولن تزولا وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير نبي ليكونن أهدى من إحدى الأمم كقوله وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين قال الله فلما جاءهم نذير محمد ما زادهم ذلك إلا نفورا عن الإيمان استكبارا في الأرض عن عبادة الله ومكر السيئ يعني الشرك وما يمكرون برسول الله وبدينه ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وهذا وعيد لهم قال محمد استكبارا منصوب مفعول له المعنى ما زادهم إلا نفورا للاستكبار فهل ينظرون ينتظرون إلا سنة الأولين أي سنة الله في الأولين أنهم إذا كذبوا رسلهم أهلكهم فلن تجد لسنت الله تبديلا لا يبدل الله بها غيرها ولن تجد لسنة الله تحويلا أي لا تحول وأخر عذاب كفار آخر هذه الأمة إلى النفخة الأولى بالاستئصال بها يكون هلاكهم وقد عذب أوائل مشركي هذه الأمة بالسيف يوم بدر
تفسير سورة فاطر الآيات من آية إلى آية أو لم يسيروا في الأرض أي بلى قد ساروا فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم ثم صيرهم إلى النار يحذرهم أن ينزل بهم ما نزل بهم وما كان الله ليعجزه ليسبقه من شيء في السماوات ولا في الأرض حتى لا يقدر عليه ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا بما عملوا ما ترك على ظهرها من دابة يقول لحبس عنهم القطر فهلك ما في الأرض من دابة ولكن يؤخرهم يعني المشركين إلى أجل مسمى الساعة بها يكون هلاك كفار آخر هذه الأمة فإذا جاء أجلهم الساعة فإن الله كان بعباده بصيرا