(الخامس): أم القرآن، واختلف فيه أيضا، فجوزه الجمهور، وكرهه أنس وابن سيرين، والاحاديث الثابتة ترد هذين القولين.
روى الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله أم القران وأم الكتاب والسبع المثاني) قال: هذا حديث حسن صحيح.
وفي البخاري قال: وسميت أم الكتاب لانه يبتدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة.
وقال يحيى بن يعمر: أم القرى: مكة، وأم خراسان: مرو، وأم القرآن: سورة الحمد.
وقيل: سميت أم القرآن لانها أوله ومتضمنة لجميع علومه، وبه سميت مكة أم القرى لانها أول الارض ومنها دحيت، ومنه سميت الام أما لانها أصل النسل، والارض أما، في قول أمية بن أبي الصلت: فالارض معقلنا وكانت أمنا * فيها مقابرنا وفيها نولد ويقال لراية الحرب: أم، لتقدمها واتباع الجيش لها.
وأصل أم أمهة، ولذلك تجمع على
أمهات، قال الله تعالى: " وأمهاتكم ".
ويقال أمات بغير هاء.
قال: * فرجت الظلام بأماتكا * وقيل: إن أمهات في الناس، وأمات في البهائم، حكاه ابن فارس في المجمل.
(السادس): المثاني، سميت بذلك لانها تثنى في كل ركعة.
وقيل: سميت بذلك لانها استثنيت لهذه الامة فلم تنزل على أحد قبلها ذخرا لها.
(السابع): القرآن العظيم، سميت بذلك لتضمنها جميع علوم القرآن، وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله عزوجل بأوصاف كماله وجلاله، وعلى الامر بالعبادات والاخلاص فيها، والاعتراف بالعجز عن القيام بشئ منها إلا بإعانته تعالى، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم، وكفاية أحوال الناكثين، وعلى بيانه عاقبة الجاحدين.
(الثامن): الشفاء، روى الدارمي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فاتحة الكتاب شفاء من كل سم) (١).

(١) الذي في مسند الدارمي عن عبد الملك بن عمير: قال قال رسول الله (في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء).
(*)


الصفحة التالية
Icon