حصادك يوما ما زرعت وإنما * يدان الفتى يوما كما هو دائن آخر: إذا ما رمونا رميناهم * ودناهم مثل ما يقرضونا آخر: وأعلم يقينا (١) أن ملكك زائل * وأعلم بأن كما تدين تدان وحكى أهل اللغة: دنته بفعله دينا (بفتح الدال) ودينا (بكسرها) جزيته، ومنه الديان في صفة الرب تعالى أي المجازي، وفي الحديث: (الكيس من دان نفسه) أي حاسب.
وقيل: القضاء.
روي عن ابن عباس أيضا، ومنه قول طرفة: لعمرك ما كانت حمولة (٢) معبد * على جدها (٣) حربا لدينك من مضر ومعاني هذه الثلاثة متقاربة.
والدين أيضا: الطاعة، ومنه قول عمرو بن كلثوم: وأيام لنا غر طوال * عصينا الملك فيها أن ندينا فعلى هذا هو لفظ مشترك وهي: الثانية والعشرون - قال ثعلب: دان الرجل إذا أطاع، ودان إذا عصى، ودان إذا عز، ودان إذا ذل، ودان إذا قهر، فهو من الاضداد.
ويطلق الدين على العادة والشأن، كما قال: * كدينك من أم الحويرث قبلها * وقال المثقب [ يذكر ناقته ]: تقول إذا درأت لها وضيني (٤) * أهذا دينه أبدا وديني

(١) في اللسان مادة (دين): " قال خويلد بن نوفل الكلابي للحارث بن أبي شمر الغساني وكان قد اغتصبه ابنته: ياحار أيقن أن ملكك زائل *..." الخ (٢) الحمولة: الابل التي يحمل عليها.
(٣) الجد (بالضم): البئر الجيدة الموضع من الكلا.
والخطاب
لعمرو بن هند وقد أغار على إبل معبد أخي طرفة.
(٤) درأت وضين البعير: إذا بسطته على الارض ثم أبركته عليه لتشده به.
والوضين: بطان منسوج بعضه على بعض يشد به الرحل على البعير.
(*)


الصفحة التالية
Icon