وحكى النقاش: الصراط الطريق بلغة الروم، قال ابن عطية: وهذا ضعيف جدا.
وقرئ: السراط (بالسين) من الاستراط بمعنى الابتلاع، كأن الطريق يسترط من يسلكه.
وقرئ بين الزاي والصاد.
وقرئ بزاي خالصة والسين الاصل.
وحكى سلمة عن الفراء قال: الزراط بإخلاص الزاي لغة لعذرة وكلب وبني القين، قال: وهؤلاء يقولون [ في أصدق ]: أزدق.
وقد قالوا: الازد والاسد ولسق به ولصق به.
و " الصراط " نصب على المفعول الثاني، لان الفعل من الهداية يتعدى إلى المفعول الثاني بحرف جر، قال الله تعالى: " فاهدوهم (١) إلى صراط الجحيم ".
[ الصافات: ٢٣ ].
وبغير حرف كما في هذه الآية.
" المستقيم " صفة ل " - لصراط "، وهو الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف، ومنه قوله تعالى: " وأن هذا صراطي مستقيما (٢) فاتبعوه " [ الانعام: ١٥٣ ] وأصله مستقوم، نقلت الحركة إلى القاف وانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
التاسعة والعشرون - صراط الذين أنعمت عليهم.
صراط بدل من الاول بدل الشئ من الشئ، كقولك: جاءني زيد أبوك.
ومعناه: (٣) أدم هدايتنا، فإن الانسان قد يهدي إلى الطريق ثم يقطع به.
وقيل: هو صراط آخر، ومعناه العلم بالله عزوجل والفهم عنه، قال جعفر بن محمد.
ولغة القرآن " الذين " في الرفع
والنصب والجر، وهذيل تقول: اللذون في الرفع، ومن العرب من يقول: اللذو (٤)، ومنهم من يقول الذي (٥) وسيأتي.
وفي " عليهم " عشر لغات، قرئ بعامتها: " عليهم " بضم الهاء وإسكان الميم.
" وعليهم " بكسر الهاء وإسكان الميم.
و " عليهمي " بكسر الهاء والميم وإلحاق ياء بعد الكسرة.
و " عليهمو " بكسر الهاء وضم الميم وزيادة واو بعد الضمة.
و " عليهمو " بضم الهاء والميم كلتيهما وإدخال واو بعد الميم و " عليهم " بضم الهاء والميم من غير زيادة واو.
وهذه الاوجه الستة مأثورة عن الائمة من القراء.
وأوجه أربعة منقولة عن العرب غير محكية عن القراء:

(١) راجع ج ١٥ ص ٧٣ (٢) راجع ج ٧ ص ١٣٧ (٣) أي قوله تعالى: (أهدنا وما بعده.
(٤) قال أبو حيان في البحر: واستعماله بحذف النون جائز.
كذا في اللسان.
(٥) أي إفرادا أو جمعا في الرفع والنصب والجر، كما يؤخذ من لسان العرب.
(*)


الصفحة التالية
Icon