حسن.
وروى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من جب الحزن " قالوا: يارسول الله وما جب الحزن ؟ قال: " واد في جهنم تتعوذ منه جهنم
في كل يوم مائة مرة " قيل: يارسول الله ومن يدخله ؟ قال: " القراء المراءون بأعملهم " قال: هذا حديث غريب.
وفي كتاب أسد بن موسى أن النبي ﷺ قال: " إن في جهنم لواديا إن جهنم لتتعوذ من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات وإن في ذلك الوادي لجبا إن جهنم وذلك الوادي ليتعوذون بالله من شر ذلك الجب وإن فط الجب لحية وإن جهنم والوادي والجب ليتعوذون بالله من شر تلك الحية سبع مرات أعدها الله للاشقياء من حملة القرآن الذين يعصون الله ".
فيجب على حامل القرآن وطالب العلم أن يتقي الله في نفسه ويخلص العمل لله، فإن كان تقدم له شئ مما يكره فليبادر التوبة التوبة والإنابة، وليبتدئ الإخلاص في الطلب.
عمله.
فالذي يلزم حامل القرآن من التحفظ أكثر مما يلزم غيره، كما أن له من الأجر ما ليس لغيره.
وروى الترمذي عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنزل اله في بعض الكتب - أوأوحى - إلى بعض الأنبياء قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بعمل الآخر يلبسون للناس مسوك (١) الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر إياي يخادعون وبي يستهزئون لأتيحن لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران ".
وخرج الطبري في كتاب آداب النفوس: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء جدثنا المحاربي عن عمرو بن عامر البجلي عن ابن صدقة عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أو من حدثه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تخادع الله فإنه من يخادع الله يخدعه الله ونفسه يخدع لو يشعر ".
قالوا يارسول الله، وكيف يخادع الله ؟ قال: " تعمل بما أمرك الله به وتطلب به غيره واتقوا الرياء فإنه الشرك وإن المرائي يدعى يوم القيامة على رءوس الأشهاد بأربعة أسماء ينسب إليها يا كافر يا خاسر يا غادر يا فاجر ضل عملك وبطل

(١) المسوك (جمع مسك، بفتح ثم سكون): الجلد.


الصفحة التالية
Icon