وفي حديث عوف بن مالك: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة) الحديث.
أخرجهما مسلم.
وعن أم سلمه عن النبي ﷺ قال: (إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع - قالوا: يا رسول الله ألا نقاتلهم ؟ قال: - لا ما صلوا).
أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه.
أخرجه أيضا مسلم.
الرابعة عشرة: ويجب عليه أن يخلع نفسه إذا وجد في نفسه نقصا يؤثر في الامامة.
فأما إذا لم يجد نقصا فهل له أن يعزل نفسه ويعقد لغيره ؟ اختلف الناس فيه، فمنهم من قال: ليس له أن يفعل ذلك وإن فعل لم تنخلع إمامته.
ومنهم من قال: له أن يفعل ذلك.
والدليل على أن الامام إذا عزل نفسه انعزل قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أقيلوني أقيلوني.
وقول الصحابة: لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله ﷺ لديننا فمن ذا يؤخرك ! رضيك رسول الله ﷺ لديننا فلا نرضاك ! فلو لم يكن له
أن يفعل ذلك لانكرت الصحابة ذلك عليه ولقالت له: ليس لك أن تقول هذا، وليس لك أن تفعله.
فلما أقرته الصحابة على ذلك علم أن للامام أن يفعل ذلك، ولان الامام ناظر للغيب (١) فيجب أن يكون حكمه حكم الحاكم، والوكيل إذا عزل نفسه.
فإن الامام هو وكيل الامة ونائب عنها، ولما اتفق على أن الوكيل والحاكم وجميع من ناب عن غيره في شئ له أن يعزل نفسه، وكذلك الامام يجب أن يكون مثله.
والله أعلم.
الخامسة عشرة: إذا انعقدت الامامة باتفاق أهل الحل والعقد أو بواحد على ما تقدم وجب على الناس كافة مبايعته على السمع والطاعة، وإقامة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن تأبى عن البيعة لعذر عذر، ومن تأبى لغير عذر جبر وقهر، لئلا تفترق كلمة المسلمين.
وإذا بويع لخليفتين فالخليفة الاول وقتل الآخر، واختلف في قتله هل هو محسوس أو معنى فيكون عزله قتله وموته.
والاول أظهر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما).
رواه أبو سعيد الخدري أخرجه مسلم.

(١) في بعض الاصول: (للغير).
(*)


الصفحة التالية
Icon