لان بينهما واوا في اللفظ لا في الخط.
قال النحاس: أجاز سيبويه أن تحذف هذه الواو وأنشد: له زجل كأنه صوت حاد * إذا طلب الوسيقة أو زمير (١) فعلى هذا يجوز الادغام وهو رفع بالابتداء " التواب " خبره والجملة خبر " إن ".
ويجوز أن يكون " هو " توكيدا للهاء ويجوز أن تكون فاصلة، على ما تقدم.
وقال سعيد بن جبير لما أهبط آدم إلى الارض لم يكن فيها شئ غير النسر في البر والحوت في البحر فكان النسر يأوي إلى الحوت فيبيت عنده فلما رأى النسر آدم قال: يا حوت لقد أهبط اليوم إلى الارض شئ يمشى على رجليه ويبطش بيديه ! فقال الحوت: لئن كنت صادقا مالى منه في البحر منجى ولا لك في البر منه مخلص !.
قوله تعالى: قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (٣٨) قوله تعالى: (قلنا اهبطوا) كرر الامر على جهة التغليظ وتأكيده، كما تقول لرجل: قم قم.
وقيل: كرر الامر لما علق بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر فعلق بالاول العداوة وبالثاني إتيان الهدى.
وقيل: الهبوط الاول من الجنة إلى السماء والثاني من السماء إلى الارض.
وعلى هذا يكون فيه دليل على أن الجنة في السماء السابعة كما دل عليه
حديث الاسراء على ما يأتي.
(٢) (جميعا) نصب على الحال.
وقال وهب بن منبه: لما هبط آدم عليه السلام إلى الارض قال إبليس للسباع: إن هذا عدو لكم فأهلكوه فاجتمعوا وولوا أمرهم إلى الكلب
وصف حمار وحش هائجا فيقول: إذا طلب وسيقته - وهي انثاه التي يضمها - صوت بها وكأن صوته لما فيه من الزجل والحنين ومن حسن الترجيع والتطريب صوت حاد بإبل يتغنى ويطربها أو صوت مزمار.
والزجل: صوت فيه حنين وترنم.
(عن شرح الشواهد).
(٢) راجع ج ١٠ ص ٢٠٥ (*)