فرد الى الثالثة اقرأه على سبعة احرف فلك بكل ردة رددتكها مسألة فقلت اللهم اغفر لامتي اللهم اغفر لامتي واخرت الثالثة ليوم يرغب الى فيه الخلق كلهم حتى ابراهيم عليه السلام ".
قول ابي رضي الله عنه: " فسقط في نفسي " معناه اعترتني حيرة ودهشة، اي اصابته نزعة من الشيطان ليشوش عليه حاله، ويكدر عليه وقته، فأنه عظم عليه من اختلاف القراءات ما ليس عظيما في نفسه، والا فأي شئ يلزم من المحال والتكذيب من اختلاف القراءات ولم يلزم ذلك والحمد لله في النسخ الذي هو اعظم، فكيف بالقراءة ! ولما رأى النبي ﷺ ما اصابه من ذلك الخاطر نبهه بأن ضربه في صدره، فأعقب ذلك بأن نشرح صدره وتنور باطنه، حتى آل به الكشف والشرح الى حالة المعاينة، ولما ظهر له قبح ذلك الخاطر من الله تعالى وفاض بالعرق استحياء من الله تعالى، فكان هذا الخاطر من قبيل ما قال فيه النبي ﷺ - حين سألوه: انا نجد في انفسنا ما يتعاظم احدنا ان يتكلم به - قال: " وقد وجدتموه " ؟: نعم، قال: " ذلك صريح الايمان ".
اخرجه مسلم من حديث ابي هريرة.
وسيأتي الكلام عليه في سورة " الاعراف " ان شاء الله تعالى.
باب ذكر جمع القران، وسبب كتب عثمان المصاحف واحراقه ما سواها، وذكر من حفظ القران من الصحابة رضي الله عنهم في زمن النبي ﷺ كان القران في مدة النبي ﷺ متفرقا في صدور الرجال، وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وفي لحاف وظرر وفي خزف وغير ذلك - قال الاصمعي: اللخاف: حجارة بيض رقاق، واحدتها.
والظرر: حجر له حد كحد السكين، والجمع ظرار، مثل رطب ورطاب، وربع ورباع، وظران ايضا مثل صرد وصردان - فلما استحتر (١) القتل