ويحجون مع عيسى عليه الصلاة والسلام، كما تقدم.
وكذلك فتى موسى في قول ابن عباس كما ذكرنا.
وقد ذكر أبو إسحق الثعلبي في كتاب (العرائس) له: والصحيح أن الخضر (١) نبي معمر محجوب عن الابصار، وروى محمد بن المتوكل عن [ ضمرة بن ربيعة ] عن عبد الله ابن [ شوذب ] (٢) قال: الخضر عليه السلام من ولد فارس، وإلياس من بني إسرائيل يلتقيان كل عام في الموسم.
وعن عمرو بن دينار قال: إن الخضر وإلياس لا يزالان حيين في الارض ما دام القرآن على الارض، فإذا رفع ماتا.
وقد ذكر شيخنا الامام أبو محمد عبد المعطي ابن محمود بن عبد المعطي اللخمي في شرح الرسالة له للقشيري حكايات كثيرة عن جماعة من الصالحين والصالحات بأنهم رأوا الخضر عليه السلام ولقوه، يفيد مجموعها غلبة الظن بحياته مع ما ذكره النقاش والثعلبي وغيرهما.
وقد جاء في صحيح مسلم: (أن الدجال ينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس - أو - من خير الناس) الحديث، وفي آخره قال أبو إسحق: يعني (٣) أن هذا الرجل هو الخضر.
وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب الهواتف: بسند يرفعه (٤) إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه لقي الخضر وعلمه هذا الدعاء، وذكر أن فيه ثوابا عظيما ومغفرة ورحمة لمن قاله في أثر كل صلاة، وهو: يا من لا يشغله سمع عن سمع، ويا من لا تغلطه المسائل، ويا من لا يتبرم من إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك، وحلاوة مغفرتك.
وذكر أيضا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الدعاء بعينه نحوا مما ذكر عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في سماعه من الخضر.
وذكر أيضا اجتماع إلياس مع النبي عليه الصلاة والسلام.
وإذا جاز بقاء إلياس إلى عهد النبي ﷺ جاز بقاء الخضر، وقد ذكر أنهما يجتمعان عند البيت في كل حول، وأنهما يقولان عند افتراقهما: (ما شاء الله ما شاء الله، لا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله ما شاء الله ما يكون من نعمة فمن الله ما شاء الله ما شاء الله، توكلت على الله، حسبنا الله
ونعم الوكيل) وأما خبر إلياس فيأتي في " الصافات " (٥) إن شاء الله تعالى.
وذكر أبو عمر

(١) في ج وك: والخضر على جميع الاقوال.
(٢) الزيادة والتصويب من (عقد الجمان) للعينى نقلا عن الثعلبي.
وفي ج وك وى: روى محمد بن المتوكل عن ضمرة عن عبد الله بن سوار ".
(٣) في ج وك وى: يقال (٤) كذا في ا وك وفي ج: يوقفه (٥) راجع ج ١٥ ص ١١٥.
(*)


الصفحة التالية
Icon