الله لانزل ملئكة ما سمعنا بهذا فئ ابآئنا الاولين (٢٤) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين (٢٥) قال رب انصرني بما كذبون (٢٦) فأوحينآ إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسئلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون (٢٧) قوله تعالى: (وإن لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع
كثيرة ومنها تأكلون.
وعليها وعلى الفلك تحملون) تقدم القول فيهما في " النحل (١) والحمد لله.
وفى هود (٢) قصة السفينة ونوح، وركوب البحر في غير موضع (٣).
قوله تعالى: (وعليها) أي وعلى الانعام في البر.
(وعلى الفلك) في البحر.
(تحملون) وإنما يحمل في البر على الابل فيجوز أن ترجع الكناية إلى بعض النعام.
وروى أن رجلا ركب بقرة في الزمان الاول فأنطقها الله تعالى معه فقالت: إنا لم نخلق لهذا ! وإنما خلقت للحرث.
قوله تعالى: (مالكم من إله غيره) قرئ بالخفض ردا على اللفظ، وبالرفع ردا على المعنى.
وقد مضى في " الاعراف (٤) " قوله تعالى: (ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم) أي يسودكم ويشرف عليكم بأن يكون متبوعا ونحن له تبع.
(ولو شاء الله لانزل ملائكة) أي لو شاء الله ألا يعبد شئ سواه لجعل رسوله ملكا.
(ما سمعنا بهذا) أي بمثل دعوته.
وقيل: ما سمعنا بمثله بشرا، أتى (٥) برسالة ربه.
(في آبائنا الاولين) أي في الامم الماضية، قاله ابن عباس.
والباء في " بهذا " زائدة، أي ما سمعنا هذا كاتنا في أبائنا الاولين، ثم عطف بعضهم على بعض فقالوا.
(إن هو)
(٢) راجع ج ٩ ص ٣٠.
(٣) راجع ج ٢ ص ١٩٥.
(٤) راجع ج ٧ ص ٢٣٣.
(٥) كذا في ج وك.
وفى ط وب وى: أي.
(*)