ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الارض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج (٥) قوله تعالى: يأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث - إلى قوله - مسمى) فيه اثنتا عشرة مسألة: الاولى - قوله تعالى: (إن كنتم في ريب من البعث) هذا احتجاج على العالم بالبداءة الاولى.
وقوله: " إن كنتم في ريب " متضمنة التوقيف.
وقرأ الحسن ابن أبي الحسن: " البعث " بفتح العين، وهي لغة في " البعث " عند البصريين.
وهي عند الكوفيين
بتخفيف " بعث ".
والمعنى: يأيها الناس إن كنتم في شك من الاعادة.
(فإنا خلقناكم) أي خلقنا أباكم الذي هو أصل البشر، يعني آدم عليه السلام (من تراب).
(ثم) خلقنا ذريته.
(من نطفة) وهو المني، سمي نطفة لقلته، وهو القليل من الماء، وقد يقع على الكثير منه، ومنه الحديث " حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى جورا ".
أراد بحر المشرق وبحر المغرب.
والنطف: القطر.
نطف ينطف وينطف.
وليلة نطوفة دائمة القطر.
(ثم من علقة) وهو الدم الجامد.
والعلق الدم العبيط، أي الطري.
وقيل: الشديد الحمرة.
(ثم من مضغة) وهي لحمة قليلة قدر ما يمضغ، ومنه الحديث " ألا وإن في الجسد مضغة ".
وهذه الاطوار أربعة أشهر.
قال ابن عباس: وفي العشر بعد الاشهر الاربعة ينفخ فيه الروح، فذلك عدة المتوفى عنها زوجها، أربعة اشهر وعشر.
الثانية - روى يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثنا داود عن عامر عن علقمة عن ابن مسعود وعن ابن عمر أن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها ملك بكفه فقال: " يا رب، ذكر أم أنثى، شقي أم سعيد، ما الاجل والاثر (١)، بأي أرض تموت ؟ فيقال له أنطلق إلى
(*)