ينتهيان إليه وهو يوم القيامة.
وفي هذا تنبيه على الفناء، وعلى أن لكل مخلوق أجلا، وعلى ثواب المحسن وعقاب المسئ.
وقيل: " وأجل مسمى " أي خلق ما خلق في وقت سماه لان يخلق ذلك الشئ فيه.
(وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون) اللام للتوكيد، والتقدير: لكافرون بلقاء ربهم، على التقديم والتأخير، أي لكافرون بالبعث بعد الموت.
وتقول: إن زيدا في الدار لجالس.
ولو قلت: إن زيدا لفي الدار لجالس جاز.
فإن قلت: إن زيدا جالس لفي الدار لم يجز، لان اللام إنما يؤتى بها توكيدا لاسم إن وخبرها، وإذا جئت بهما لم يجز أن تأتي بها.
وكذا إن قلت: إن زيدا لجالس لفي الدار لم يجز.
قوله تعالى: أو لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الارض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (٩) قوله تعالى: (أو لم يسيروا في الارض فينظروا) ببصائرهم وقلوبهم.
(كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الارض) أي قلبوها للزراعة، لان أهل مكة لم يكونوا أهل حرث، قال الله تعالى: " تثير الارض " (١) [ البقرة: ٧١ ].
(وعمروها أكثر مما عمروها) أي وعمروها أولئك أكثر مما عمروها هؤلاء فلم تنفعهم عمارتهم ولا طول مدتهم.
(وجاءتهم رسلهم بالبينات) أي بالمعجزات.
وقيل: بالاحكام فكفروا ولم يؤمنوا.
(فما كان الله ليظلمهم) بأن أهلكهم بغير ذنب ولا رسل ولا حجة.
(ولكن كانوا أنفسهم
يظلمون) بالشرك والعصيان.
قوله تعالى: ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأي أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزءون (١٠)
(*)