قوله تعالى: " ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم " نعت لرسول، ويجوز نصبه على الحال.
" نبذ فريق " جواب " لما ".
" من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله " نصب ب " نبذ "، والمراد التوراة، لان كفرهم بالنبي عليه السلام وتكذيبهم له نبذ لها.
قال السدي: نبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف، وسحر هاروت وماروت.
وقيل: يجوز أن يعني به القرآن.
قال الشعبي: هو بين أيديهم يقرءونه، ولكن نبذوا العمل به.
وقال سفيان بن عيينة: أدرجوه في الحرير والديباج، وحلوه بالذهب والفضة، ولم يحلوا حلاله ولم يحرموا حرامه، فذلك النبذ.
وقد تقدم بيانه مستوفى (١).
" كأنهم لا يعلمون " تشبيه بمن لا يعلم إذ فعلوا فعل الجاهل فيجئ من اللفظ أنهم كفروا على علم.
قوله تعالى: واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك سليمن وما كفر سليمن ولكن الشيطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هروت ومروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتريه ما له في الاخرة من خلق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (١٠٢) فيه أربع وعشرون مسألة: الاولى - قوله تعالى: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على مللك سليمان " هذا إخبار من الله تعالى عن الطائفة الذين نبذوا الكتاب بأنهم اتبعوا السحر أيضا، وهم اليهود.
وقال السدى: عارضت اليهود محمدا ﷺ بالتوراة فاتفقت التوراة والقرآن فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف وبسحر هاروت وماروت.
وقال محمد بن إسحاق: لما ذكر رسول الله ﷺ سليمان في المرسلين قال بعض أحبارهم: يزعم محمد أن ابن داود

(١) في الصفحة السابقة.
(*)


الصفحة التالية
Icon