منافعه ومضاره، وكل مستدير كفة، وكل مستطيل كفة.
ورجل مكفوف البصر، أي منع عن النظر، فالجماعة تسمى كافة لامتناعهم عن التفرق.
(ولا تتبعوا) نهى.
(خطوات الشيطان) مفعول، وقد تقدم (١).
وقال مقاتل: استأذن عبد الله بن سلام وأصحابه بأن يقرءوا التوراة في الصلاة، وأن يعملوا ببعض ما في التوراة، فنزلت " ولا تتبعوا خطوات الشيطان " فإن اتباع السنة أولى بعد ما بعث محمد ﷺ من خطوات الشيطان.
وقيل: لا تسلكوا الطريق الذى يدعوكم إليه الشيطان، (إنه لكم عدو مبين) ظاهر العداوة، وقد تقدم (٢).
قوله تعالى: فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينت فاعلموا أن الله عزيز حكيم (٢٠٩) (فإن زللتم) أي تنحيتم عن طريق الاستقامة.
وأصل الزلل في القدم، ثم يستعمل في الاعتقادات والآراء وغير ذلك، يقال: زل يزل زلا وزللا وزلولا، أي دحضت قدمه.
وقرأ أبو السمال العدوى " زللتم " بكسر اللام، وهما لغتان.
وأصل الحرف، من الزلق، والمعنى ضللتم وعجتم عن الحق.
(من بعد ما جاءتكم البينات) أي المعجزات وآيات القرآن، إن كان الخطاب للمؤمنين، فإن كان الخطاب لاهل الكتابين فالبينات ما ورد في شرعهم من الاعلام بمحمد ﷺ والتعريف به.
وفى الآية دليل على أن عقوبة العالم بالذنب أعظم من عقوبة الجاهل به، ومن لم تبلغه دعوة الاسلام لا يكون كافرا بترك الشرائع.
وحكى النقاش أن كعب الاحبار لما أسلم كان يتعلم القرآن، فأقرأه الذى كان يعلمه " فاعلموا أن الله غفور رحيم " فقال كعب: إنى لاستنكر أن يكون هكذا، ومر بهما رجل فقال كعب: كيف تقرأ هذه الآية ؟ فقال الرجل: " فاعلموا أن الله عزيز حكيم " فقال كعب: هكذا ينبغى.
و (عزيز) لا يمتنع عليه ما يريده.
(حكيم) فيما يفعله.