ولد " ؟ قال: نعم، لي منها غلام ولوددت أن لي به جفنة من طعام أطعمها من بقي من بني جبلة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لئن قلت ؟ بذلك إنهم لثمرة القلوب وقرة الاعين وإنهم مع ذلك لمجبنة (١) مبخلة محزنة ".
الرابعة - قوله تعالى: (والقناطير.
) القناطير جمع قنطار، كما قال تعالى: " وآتيتم إحداهن قنطارا " (٢) وهو العقدة الكبيرة من المال، وقيل: هو اسم للمعيار الذي يوزن به، كما هو الرطل والربع.
ويقال لما بلغ ذلك الوزن: هذا قنطار، أي يعدل القنطار.
والعرب تقول: قنطر الرجل إذا بلغ ماله أن يوزن بالقنطار.
وقال الزجاج: القنطار مأخوذ من عقد الشئ وإحكامه، تقول العرب: قنطرت الشئ إذا أحكمته، ومنه سميت القنطرة لاحكامها.
قال طرفة: كقنطرة الرومي أقسم ربها * * لتكتنفن حتى تشاد بقرمد (٣) والقنطرة المعقودة، فكأن القنطار عقد مال.
واختلف العلماء في تحرير حده كم هو على أقوال عديدة، فروى أبي بن كعب عن النبي ﷺ أنه قال: " القنطار ألف أوقية ومائتا أوقية "، وقال بذلك معاذ بن جبل وعبد الله بن عمر وأبو هريرة وجماعة من العلماء.
قال ابن عطية: " وهو أصح الاقوال، لكن القنطار على هذا يختلف باختلاف البلاد في قدر
الاوقية ".
وقيل: اثنا عشر ألف أوقية، أسنده البستي في مسنده الصحيح عن أبى هريرة أن رسول الله ﷺ قال: " القنطار اثنا عشر ألف أوقية الاوقية خير مما بين السماء والارض ".
وقال بهذا القول أبو هريرة أيضا.
وفى مسند أبى محمد الدارمي عن أبى سعيد الخدرى قال: " من قرأ في ليلة عشر آيات كتب من الذاكرين، ومن قرأ بمائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ بخمسمائة آية إلى الالف أصبح وله قنطار من الاجر " قيل:

(١) أي أن الابناء يجعلون آباءهم يجبنون خوفا من الموت فيصيب أبناءهم اليتم وآلامه، ويجعلونهم يبخلون فلا يتفقون فيما ينبغى أن ينفق فيه إيثارا لهم بالمال ويجعلونهم يحزنون عليهم إن أصابهم مرض ونحوه.
(٢) راجع ج ٥ ص ٩٩.
(٣) القرمد الاجر والحجارة.
(*)


الصفحة التالية
Icon