الخصال بيت يسكنه وثوب يواري عورته وجلف (١) الخبز والماء " أخرجه الترمذي من حديث المقدام بن معد يكرب.
وسئل سهل بن عبد الله: بم يسهل على العبد ترك الدنيا وكل الشهوات ؟ قال: بتشاغله بما أمر به.
الحادية عشرة - قوله تعالى: (والله عنده حسن المآب) ابتداء وخبر.
والمآب المرجع، آب يؤوب إيابا إذا رجع، قال امرؤ القيس: وقد طوفت في الافاق حتى * * رضيت من الغنيم بالاياب وقال آخر: وكل ذى غيبة يؤوب * * وغائب الموت لا يؤوب وأصل مآب مأوب، قلبت حركة الواو إلى الهمزة وأبدل من الواو ألف، مثل مقال.
ومعنى الاية تقليل الدنيا وتحقيرها والترغيب في حسن المرجع إلى الله تعالى في الاخرة.
قوله تعالى: قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنت تجرى من تحتها الانهر خلدين فيها وأزوج مطهرة ورضون من الله والله بصير بالعباد (١٥).
منتهى الاستفهام عند قوله: " من ذلكم "، " للذين اتقوا " خبر مقدم، و " جنات " رفع بالابتداء.
وقيل: منتهاه " عند ربهم "، و " جنات " على هذا رفع بابتداء مضمر تقديره ذلك جنات.
ويجوز على هذا التأويل " جنات " بالخفض بدلا من " خير " ولا يجوز ذلك على الاول.
قال ابن عطية: وهذه الاية والتى قبلها نظير قوله عليه السلام: " تنكح المرأة لاربع لما لها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت (٢) يداك " خرجه مسلم وغيره.
فقوله " فاظفر بذات الدين " مثال لهذه الاية.
وما قبل مثال للاولى.
فذكر تعالى هذه تسلية عن الدنيا وتقوية لنفوس تاركيها.
وقد تقدم في البقرة معاني (٣) ألفاظ هذه الاية.
(٢) راجع هامشة ١ ص ٢٩ من هذا الجزء.
(٣) راجع ج ١ ص ٢٣٨ فما بعد.
(*)