إياها حتى صار المقصود بقولها (احضر (١)) كما أن (تعال (١)) أصلها أن يقولها المتعالي للمتسافل، فكثر استعمالهم إياها حتى صار المتسافل يقول للمتعالي تعال.
(فإن شهدوا) أي شهد بعضهم لبعض (فلا تشهد معهم) أي فلا تصدق أداء الشهادة إلا من كتاب أو على لسان نبي، وليس معهم شئ من ذلك.
قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالولدين إحسانا ولا تقتلوا أولدكم من إملق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ذلكم وصكم به لعلكم تعقلون (١٥١) ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصكم به لعلكم تذكرون (١٥٢) وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصيكم به لعلكم تتقون (١٥٣) فيه أربع عشرة مسألة: الأولى - قوله تعالى: (قل تعالوا أتل) أي تقدموا واقرءوا حقا يقينا كما أوحى إلى
ربي، لا ظنا ولا كذبا كما زعمتم.
ثم بين ذلك فقال " ألا تشركوا به شيئا " يقال للرجل: تعال، أي تقدم، وللمرأة تعالي، وللاثنين والاثنتين تعاليا، ولجماعة الرجال تعالوا، ولجماعة النساء تعالين، قال الله تعالى: " فتعالين أمتعكن (٢) ".
وجعلوا التقدم ضربا من التعالي
(٢) راجع ج ١٤ ص ١٧٠.
(*)