وتلهم بمعنى واحد.
قال أبو حاتم: وبلغني في بعض القراءات " تلقم " بالميم والتشديد.
قال الشاعر: أنت عصا موسى التي لم تزل * تلقم ما يأفكه الساحر ويروى: تلقف.
(ما يأفكون) أي ما يكذبون، لأنهم جاءوا بحبال وجعلوا فيها زئبقا حتى، تحركت.
قوله تعالى: فوقع الحق وبطل ما كانوا (١١٨) يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صغرين (١١٩) وألقى السحرة سجدين (١٢٠) قالوا ءامنا برب العلمين (١٢١) رب موسى وهرون (١٢٢) قوله تعالى: (فوقع الحق) قال مجاهد: فظهر الحق.
(وانقلبوا صاغرين) نصب على الحال.
والفعل منه صغر يصغر صغرا وصغرا وصغارا (١).
أي انقلب قوم فرعون وفرعون معهم أذلاء مقهورين مغلوبين.
فأما السحرة فقد آمنوا.
قوله تعالى: قال فرعون ءامنتم به قبل أن ءاذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلون (١٢٣)
لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ثم لأصلبنكم أجمعين (١٢٤) قالوا إنا إلى ربنا منقلبون (١٢٥) وما تنقم منا إلا أن ءامنا بئايت ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين (١٢٦) قوله تعالى: (قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم) إنكار منه عليهم.
(إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها) أي جرت بينكم وبينه مواطأة في هذا لتستولوا على مصر، أي كان هذا منكم في مدينة مصر قبل أن تبرزوا إلى هذه الصحراء

(١) هو من باب فرح وكرم.
(*)


الصفحة التالية
Icon