الجامع لاحكام القران لابي عبد الله محمد بن احمد الانصاري القرطبي الجزء الثامن أعاد طبعه دار احياء التراث العربي بيروت - لبنان ١٤٠٥ ه ١٩٨٥ م
بسم الله الرحمن الرحيم تفسير بقية سورة الانفال قوله تعالى: وأعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبد نا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شئ قدير (٤١) قوله تعالى: (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله).
فيه ست (١) وعشرون مسألة: الاولى: قوله تعالى " وأعلموا أنما غنمتم من شئ " الغنيمة في اللغة ما يناله الرجل أو الجماعة بسعي، ومن ذلك قول الشاعر: وقد طوفت في الآفاق حتى * رضيت من الغنيمة بالاياب وقال آخر: ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه * أنى توجه والمحروم محروم والمغنم والغنيمة بمعنى، يقال: غنم القوم غنما.
وأعلم أن الاتفاق حاصل على أن المراد بقوله
تعالى: " غنمتم من شئ " مال الكفار إذا ظفر به المسلمون على وجه الغلبة والقهر.
ولا تقتضي اللغة هذا التخصيص على ما بيناه (٢)، ولكن عرف الشرع قيد اللفظ بهذا النوع.
وسمى الشرع الواصل من الكفار إلينا من الاموال باسمين: غنيمة وفيئا.
فالشئ الذي يناله المسلمون من عدوهم بالسعي وإيجاف (٣) الخيل والركاب يسمى غنيمة.
ولزم هذا الاسم هذا
(٢) في ز: قدمناه.
(٣) الايجاف: سرعة السير، أي لم يعدوا في تحصيله خيلا ولا إبلا، بل حصل بلا قتال.
والركاب: الابل التي يسافر عليها، لا واحد لها من لفظها.
(*)