…ونسب للضحاك أنه التبن (الدر المنثور)، ويجوز أن يعود إلى معنى النبات أو العشب على أنه يبيسهما، فيكون فسر بمآل الأب لا عينه، والله أعلم.
…وأصل الأب في اللغة دال على العود ؛ أي : أنه شيء الذي يذهب ثم يعود ؛ كقولهم :"أب إلى وطنه" ؛ أي : عاد إليه، وهذا المعنى متحقق فيما قاله المفسرون في معنى الأب من أنه : النبات، أو العشب، أو الثمار الرطبة، أو التبن ؛ لأنها تجيء بعد ذهاب، غير أو الأول أولى ؛ لأنه قول الجمهور، وللإشارة إليه بقوله :﴿ولانعامكم﴾ على ما فسره أصحاب هذا القول، والله أعلم.
…أما ما ورد عن صديق الأمة رضي الله عنه من أنه سئل عن الأب، فقال :"أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم "، فهو منقطع الإسناد.
…وما صح عن عمر أنه قرأ هذه الآية، فقال :" قد عرفنا الفاكهة، فما الأب ؟ قال : لعمرك يا ابن الخطاب، إن هذا لهو التكلف"، وله روايات أخرى. فإن فيه أن عمر لم يعرف معنى الأب، ولعلها ليست من لغة قريش، فجهلها. وفيه أنه جعل طلب معرفة ذلك من التكلف، وفي هذا إشكال، وهو هل تطلب مثل هذا يدخل في التكلف ؟! الله أعلم.
(٩٤)…ورد عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة أن الصاخة من أسماء يوم القيامة.
(٩٥)…استشهد النبي ﷺ بهذه الآية لبيان انشغال كل واحد بنفسه في هذا اليوم، فقد ورد في الحديث أنه قال :"يحشر الناس حفاة عراة غرلاً، فقالت عائشة : أيبصر بعضنا بعضاً ؟! فقال : يا عائشة :﴿لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه﴾ ".
(٩٦)…عبر السلف عن التكوير بالعبارات الآتية :
١- ذهبت، وهو قول ابن عباس من طريق العوفي، والضحاك من طريق عبيد، وقال مجاهد من طريق أبي يحيى: اضمحلت وذهبت، وقال سعيد بن جبير من طريق جعفر : غورت.
٢- ذهب ضوؤها، وهو قول أبي بن كعب من طريق أبي العالية، وقتادة من طريق شعبة، وقال ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة : أظلمت.


الصفحة التالية
Icon