…وتكمن العصمة في هذا الجانب في أن الله ينبه نبيه ﷺ على ما وقع منه من خطأ، وهذا ما يأتي لأحد من البشر غيره، فتأمله فإنه من جوانب العصمة المغفلة.
…وأما الجانب النبوي، وهو جانب التبليغ، فإنه لم يرد البتة أن النبي ﷺ خالف فيه أمر الله ؛ كأن يقول الله له : قل لعبادي يفعلوا كذا، فلا يقول لهم، أو يقول لهم خلاف هذا الأمر، وهذا لو وقع فإنه مخالف النبوة، ولذا لما سحر النبي ﷺ لم يؤثر هذا السحر في الجانب النبوي، بل أثر في الجانب البشري، ومن ثم فجانب التبليغ في النبي معصوم، ويدل على هذا الجانب قوله تعالى :﴿وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى﴾، والله أعلم.
(٢٥٨)… كذا فسر السلف الرفع في الذكر بأنه في الشهادة، قال مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، "لا أذكر إلا ذكرت معني : أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله ". وقال قتادة من طريق سعيد :"رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب، ولا متشهد، ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها: أشهد أن محمد رسول الله ".
(٢٥٩)… هذا تفسير للفاء في قوله :﴿فإن﴾، وتسمى فاء الفصيحة، وهي تدل على كلام محذوف يقدر حسب السياق وهي تربط بين الجملة السابقة واللاحقة. (انظر : التحرير والتنوير).
(٢٦٠)… ورد في حديث من مرسل الحسن وقتادة عن النبي ﷺ :"لن يغلب عسر يسرين"، وقد شرح بعض العلماء ذلك، على أن العسر في الآيتين معرف، واليسر منكر، فالتعريف دليل التوحيد والانفراد، والتنكير دليل التعدد، والله أعلم. (انظر : تفسير ابن كثير).
(٢٦١)… ذكر السلف أمثلة لما يفرغ منه وينصب فيه من الأعمال، ومنها :


الصفحة التالية
Icon