٣٦- قوله تعالى :﴿جزاء من ربكم عطاء حسابا﴾ ؛ أي : أثابهم الرب(٣٣) بهذا المفاز وما فيه من النعيم المذكور مقابل أعمالهم الصالحة في الدنيا، ثم إنه تفضل عليهم بالعطاء الذي فيه الكفاية لهم(٣٤)، وهو عطاء من غير مقابل، وهو زيادة في الجنة يزيدها الرب لمن شاء من عباده.
٣٧- قوله تعالى :﴿رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا﴾ ؛ أي : هذا الرب الذي جازاهم وأعطاهم هو رب السموات والأرش وما بينهما، وهو الرحمن الذي بيده جلائل النعم، وفي هذا تنبيه على أنه أعطاهم ما أعطاهم بربوبيته وملكه ورحمته لهم.
وقوله :﴿لا يملكون منه خطابا﴾ ؛ أي : هؤلاء الخلق المذكورون في قوله :﴿السموات والأرض وما بينهما﴾ لا يستطيعون مخاطبة الله في يوم القيامة إلا بإذنه، كما سيرد في الآية بعدها.
٣٨- قوله تعالى :﴿يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا﴾ ؛ أي : لا يملك الخلق من الله مخاطبته في هذا اليوم الذي يقوم فيه هذا الخلق العظيم -لروح(٣٥) والملائكة - صفا، تعظيماً لله كما لا يستطيعون مكالمته إلا من قبل الله منه أن يتكلم،
وتكلم بالحق، وعمل به في الدنيا. وأعظم الحق قول لا إله إلا الله، والعمل بها(٣٦).
٣٩- قوله تعالى :﴿ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مئابا﴾ ؛ أي : ذلك اليوم الذي يقوم فيه الروح والملائكة، هو اليوم الكائن الثابت الذي لا شك فيه، فمن أراد منكم أيها العباد النجاة في ذلك اليوم، فليتخذ من الأعمال الحسنة ما يكون لا سبيلاً ومرجعاً يرجع به إلى الله سبحانه(٣٧).