١٠- قوله تعالى :﴿إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق﴾ ؛ أي : إن الذين عذبوا المؤمنين بالنار(١٦٩) - من الكفار أو غيرهم ممن اتصف بعداء أولياء الله(١٧٠) - إذا لم يتوبوا إلى الله من فعلهم فيصيروا بهذه التوابة من أولياء(١٧١)، فإن الله سيعذبهم بنار جهنم التي تبطق عليهم بظلماتها، وبنار الحريق التي تحرقهم(١٧٢).
١١- قوله تعالى :﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير﴾ ؛ أي : إن الذين أقروا بتوحيد الله من الذين عذبوا بالنار وغيرهم من المؤمنين، وعملوا بطاعة الله : بفعل أوامره واجتناب نواهيه، لهم بساتين تجري على أرضها البن والعسل والماء، وذلك النعيم هو الظفر الكبير الذي ينتظرهم في الآخرة.
١٢- قوله تعالى :﴿إن بطش ربك لشديد﴾ ؛ أي : إن أخذ ربك ما محمد وانتقامه قوي، كما أخبر عنه الرسول ﷺ بقوله :"إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ :﴿وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد﴾.
١٣-١٤- قوله تعالى :﴿إنه هو يبدئ ويعيد * وهو الغفور الودود﴾ ؛ أي : إن الله ذا البطش الشديد يبدئ العذاب على الكافرين في الدنيا، ويعيده عليهم في الآخرة(١٧٣)، وإنه الذي ستر الذنب فلا يعاقب به، ويحب أولياءه ويحبونه(١٧٤).
١٥- قوله تعالى :﴿ذو العرش المجيد﴾ ؛ أي : الله الكريم(١٧٥) الذي له صفات الكمال هو صاحب العرش الذي وسع السموات والأرض(١٧٦).
١٦- قوله تعالى :﴿فعال لما يريد﴾ ؛ أي : من كمال هذا الرب المجيد أنه يفعل ما يشاء، متى شاء، وكيف شاء، ولا يرده أحد عن شيء ولا يحده، فمتى شاء ضحك، ومتى شاء سخط، ومتى شاء أحيا، ومتى شاء أمات، وهكذا غيرها من أفعاله.