٨- قوله تعالى :﴿ونيسرك لليسرى﴾ : وهذا وعد آخر لنبيه ﷺ بأن يسهل على عمل الخير الموصل للجنة.
٩- قوله تعالى :﴿فذكر إن نفعت الذكرى﴾ : هذا بيان لمهمة الرسول ﷺ، وهي تذكر الناس كافة، فمن آمن كانت هذه الذكرى نافعة له، وهو المعني بقوله :﴿سيذكر من يخشى﴾، وإن لم يتذكر كانت حجة عليه، وهو المعني بقوله تعالى :﴿ويتجنبها الأشقى﴾(١٩٠).
١٠- قوله تعالى :﴿يذكر من يخشى﴾ : هذا بيان للفريقين اللذين يسمعان الذكرى، فالفريق الأول هو الذي حصلت آثار التذكير في قلبه، فوقع منه التذكر، وهو الذي يخاف الله على علم وتعظيم ومحبة له.
١١-١٣- قوله تعالى :﴿ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيى﴾ : وهذا الفريق الثاني الذي يسمع الذكرى، ولكنه يتباعد عنها، فلا يقع في قلبه تذكر، فهو شديد الشقوة، فلا يسعد بسبب تلك الشقوة التي حصلت له بسبب كفره بالله.
وهذا الأشقى سيدخل النار الكبرى التي هي شديدة العذاب والألم، فتشويه بحرها، ثم هو لا يموت فيستريح من عذابها، ولا يحيى حياة كريمة لا إهانة فيها، ومعنى ذلك أنه لا يزول عنه الإحساس، بل هو باق فيه، فيذوق به العذاب، والعياذ بالله.
١٤-١٥- قوله تعالى :﴿قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى﴾ أي : حصل الظفر والفوز والنجاح لمن جعل نفسه زاكية بترك السيئات، وحلاها بالعمل الصالح، وذكر ربه بقلبه ولسانه، فأقام الصلاة لله(١٩١).
١٦-١٧- قوله تعالى :﴿بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى﴾ ؛ أي : ولكنكم أيها الأشقون تختارون زينة الحياة الدنيا على نعيم الآخرة الذي هو أدوم وأعلى من نعيم الدنيا كما وكيفاً ومكاناً وزماناً وهيئة.