٨-١٠- قوله تعالى :﴿ألم نجعل له عينين * ولسان وشفتين * وهديناه النجدين﴾ : يقول الله : ألم نجعل لهذا الإنسان عينين يبصر بهما، ولساناً وشفتين ينطق بهما ويعبر عما يريد، وأرشدناه وبينا له طريق الخير والشر ؟، كما قال تعالى :﴿إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلته سمعياً بصيراً﴾ [الإنسان : ٢] (٢٢٠).
١١-١٢- قوله تعالى :﴿فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة﴾ ؛ أي : أفلا دخل في هذا الطريق الصعب ؟، وما أعلمك عن هذا الطريق ؟، إنه القيام بهذه الأعمال الصالحة المذكورة بعد هذه الآية، وهذه الجملة متصلة بقوله تعالى :﴿وهديناه النجدين﴾، والمعنى : هديناه إلى الطريقين، فلم يسلك طريق الخير بالدخول في هذه الأعمال الصالحة الشاقة على النفس من فك الرقبة، وما بعدها.
١٣-١٦- قوله تعالى :﴿فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة﴾ : هذا بيان للعقبة التي تقتحم، وهي هذه الأعمال الصالحة الشاقة على النفس(٢٢١)، وهي : عتق المسلم من الرق، وتقديم الطعام للقريب الذي فقد أباه وهو دون سن البلوغ، وللمحتاج الذي لصق بالأرض من شدة الفاقة(٢٢٢)، تقديمه في اليوم شديد المجاعة(٢٢٣) لهؤلاء المحتاجين.
١٧-١٨- قوله تعالى :﴿ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحة * أولاءك أصحاب الميمنة﴾ : أي : ثم كان هذا المقتحم قبل أن يقتحم العقبة من المؤمنين الذين آمنوا بالله، وأوصى بعضهم بعضاً بالصبر على الطاعات وأقدار الله، والصبر عن المعاصي، وأوصى بعضهم بعضاً بالتراحم فيما بينهم (٢٢٤)، فمن تحققت فيه هذه الأوصاف فهم أصحاب اليمين : أهل الجنة.
١٩-٢٠- قوله تعالى :﴿والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة * عليهم نار موصده﴾ ؛ أي : والذين كفروا بأدلتنا من الكتب والرسل هم أصحاب الشؤم وأهل الشمال، وهم أهل النار التي هي مطبقة عليهم يوم القيامة(٢٢٥).
سورة الشمس


الصفحة التالية
Icon