والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * وللآخرة خير لك من الأولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى * ألم يجدك يتيما فأوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى * فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث.
سورة الضحى
…ثبت في الصحيحين عن جندب بن عبد الله البجلي، قال : دميت أصبع رسول الله ﷺ، فاشتكى، فلم يقم ليلتين أو ثلاثاً، فجاءت امرأة - وهي أم جميل بنت حرب، زوج أبي لهب -، فقالت : يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث، فأنزل الله :﴿والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى﴾، وحكي غير هذا السبب، وكلها في تأخر نزول الوحي عنه ﷺ، وادعاء المشركين أن ربه قد تركه وقلاه.
…١-٢- قوله تعالى :﴿والضحى * والليل إذا سجى﴾ : يقسم ربنا بأول ساعات النهار، وهو الضحى(٢٥٣)، وبالليل إذا أقبل بظلامه وسكن(٢٥٤).
…٣- قوله تعالى :﴿ما ودعك ربك وما قلى﴾ : هذا جواب القسم، والمعنى : ما تركك ربك يا محمد ﷺ وما أبغضك.
…٤- قوله تعالى :﴿وللآخرة خير لك من الأولى﴾ : يقسم ربنا لنبيه ﷺ أن الدار الآخرة بما أعده الله له فيها خير له من الدنيا وما فيها، وهذه بشارة للنبي ﷺ فيها تأكيد عدم ترك الله وبغضه له، فلا يحزن مما يقع له.
…٥- قوله تعالى :﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾ : ويقسم له مؤكداً بأنه سيعطيه وينعم عليه كل ما يرجوه من خير له ولأمته حتى يرضى بهذا العطاء(٢٥٥).


الصفحة التالية
Icon