١٥-١٦- قوله تعالى :﴿كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة﴾ ؛ أي : ليس الأمر كما قال وفعل هذا الناهي، فإنه لا يقدر على إنفاذ ما أراد، ثم يقسم ربنا على أن هذا العبد الناهي إن لم يترك أعماله هذه وينتهي عنها ليأخذنه مجذوباً من مقدمة رأسه، وهذه الناصية - والمراد بها صحابها - يصدر عنها الخطأ والذنب، والكذب في القول.
١٧-١٨- قوله تعالى :﴿فليدع نادية * سندع الزبانية﴾ : لما نهى أبو جهل النبي ﷺ، انتهره رسول الله ﷺ، فقال أبو جهل :"علام يتهددني محمد، وأنا أكثر أهل الودي نادياً}(٢٧٥)، فقال الله : فليدع أبو جهل أهل مجلسه الذين ينتصر بهم، فإنه إن فعل، فإننا سندعو لهم ملائكة العذاب، الذي يدفعونهم إلى العذاب دفعا شديداً.
١٩- قوله تعالى :﴿كلا لا تطعه واسجد واقترب﴾ ؛ أي : ليس الأمر كما يظن أبو جهل فيما قال من اعتزازه بكثرة ناصريه، فلا تسمع له ولا تخف منه في نهيه إياك عن الصلاة، بل استجد لله، وتقرب إليه بكثيرة الصلاة له(٢٧٦)، والله أعلم.
سورة القدر
آياتها : ٥
سورة القدر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر.
سورة القدر
…١-٣- قوله تعالى :﴿إنا أنزلناه في لليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر﴾ : يخبر ربنا أنه أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا(٢٧٧) في ليلة عظيمة مباركة من ليالي شهر رمضان، وهي ليلة القدر التي تقدر فيها مقادير السنة القادمة(٢٧٨).
ثم استفهم على طريق التفخيم والتعظيم لهذه الليلة، فقال : وما أشعرك وأعلمك ما ليلة القدر هذه ؟، ثم أخبر عن فضلها وعظمها بأنها تعدل عمل ألف شهر لمن قامها إيماناً واحتسابا(٢٧٩).


الصفحة التالية
Icon