…وهذا حكاية لحالهم في ذلك الزمان ؛ لأنهم كانوا ينتظرون بعث نبي آخر الزمان، ولكنهم لما بعث افترقوا فيه، كما سيأتي في قوله تعالى :﴿وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة﴾.
…٤- قوله تعالى :﴿وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة﴾ ؛ أي : لم يتفرق أهل الكتاب(٢٨٢) في أمر النبي ﷺ إلا بعد أن جاءهم وبعث إليهم، وهم قد عرفوه، كما قال تعالى :﴿فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به﴾ [البقرة : ٨٩]، فكروا به جحوداً، وآمن به بعضهم، وقد كانوا قبل أن يبعث غير متفرقين يه، فهم يعرفون صفته.
…٥- قوله تعالى :﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة﴾ ؛ أي : وما أمر الله اليهود والنصارى في القرآن إلا بما هو في كتبهم : من عبادة الله وحده والميل عن الشرك، وإقامة الصلاة، وإخراج زكاة أموالهم، وذلك المأمور به هو الدين المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، وذلك مما يدل على صدق هذا الرسول المرسل إليهم.
…٦- قوله تعالى :﴿إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية﴾ ؛ أي : إن هذين الفريقين من الذين كفروا فيجحدوا نبوة محمد ﷺ سيدخلون نار جهنم ويمكثون فيها أبد الآباد، لا يخرجون منها، ولا يموتون فيها، ثم وصفهم بأنهم شر من برأه الله وخلقه.