…٩-١١- قوله تعالى :﴿إفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور * إن ربهم بهم يومئذ لخبير﴾ ؛ أي : أفلا يدري هذا الإنسان الكنود عن عقابه إذا أثير ما في القبور، فأخرج منها الموتى، وجمع وأبرز ما في صدور الناس من خير وشر. ، فإن علم ذلك، فليعلم أن ربه الذي ساده وصرف أمره بربوبيته له عالم ببواطن أعمالهم، وما أسروه في صدورهم وما أعلنوه، لا يخفى عليه شيء، وهو مجازيهم عليها، والله أعلم.
سورة القارعة
آياتها : ١١
سورة القارعة

بسم الله الرحمن الرحيم

القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة * يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش * فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * وأما من خفت موازينه * فأمه هاوية * وما أدراك ما هية * نار حامية.
سورة القارعة
…١-٣- قوله تعالى :﴿القارعة * وما أدراك ما القارعة﴾ ؛ أي : الساعة التي تقرع قلوب الناس بهولها(٢٩٤)، ثم هول أمرها مستفهماً عنها بقوله :﴿ما القارعة﴾ ؛ أي : أي شيء هذه القارعة ؟، ثم زاد في تهويل أمرها، فقال : وما أعلمك ما هذه القارعة ؟.
…٤-٥- قوله تعالى :﴿يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعنهن المفوش﴾ ؛ أي : القارعة تحصل يوم يكون الناس في انتشارهم وتفرقهم، وذهابهم ومجيئهم كأنهم تلك الحشرات الطائرة المتفرقة على وجه الأرض. وتحصل يوم تكون الجبال الرواسي، إذا دكت، كالصوف الذي مزق فتفرقت أجزاؤه(٢٩٥).
…٦-٧- قوله تعالي :﴿فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية﴾ : هذا تفصيل لما يكون عليه الناس الذي انتشروا كالفراش المبثوث، وهم فريقان : الأول : من إذا وزنت أعماله رجحت في الميزان، فهم في حياة هنيئة، قد حل بهم الرضى مما حصل لهم من الجزاء في الجنة.


الصفحة التالية
Icon