…٤-٩- قوله تعالى :﴿كلا لينبذن في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة * أنها عليهم مؤصدة * في عمد ممدة﴾ ؛ أي : ما ذلك كما يظن هذا الهامز اللامز، ليس ماله بمخلده، ثم أخبر تعالى أنه سيعاقبه على أعماله التي عملها، فذكر أنه سيقذفه ويلقيه في الحطمة التي تحطمه وتدقه وتكسره، ثم استفهم عنها على سبيل التهويل، فقال : وما أعلمك ما هذه التي تحطم ما فيه ؟.
…ثم بين أن هذه الحطمة هي النار التي تشتعل وتلتهب من شدة الإيقاد، هذه النار التي يبلغ حرها قلوبهم، وتحرق كل قلب بحسب ذنبه، وهذه النار مطبقة(٣٠٦) على الكفار لا يستطيعون الخروج منها، وهم يعذبون فيها في أعمدة طويلة في النار(٣٠٧)، والله أعلم.
سورة الفيل
آياتها : ٥
سورة الفيل
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيراً أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول.سورة الفيل
…تحكي هذه السورة قصة أبرهة الحبشي الذي جاء لهدم الكعبة في العام الذي ولد فيه النبي ﷺ، وتذكر ما حصل لهم من العقاب.
…١-٢- قوله تعالى :﴿ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل﴾ ؛ أي : لم تعلم بما صنعه الله بأبرهة وقومه الذين غزو مكة بجيش فيه أفيال، وأرادوا أن يهدموا الكعبة ؟، لقد جعل الله سعيهم وتدبيرهم في صرف الناس عن الكعبة ومحاولة هدمها عملا ضائعاً لا فائدة فيه.
…٣-٥- قوله ﴿وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجرة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول﴾ ؛ أي : وألم تعلم بما عاقبهم به من بعث طيور من السماء جاءت جماعات كثيرة متفرقة يتبع بعضها بعضاً(٣٠٨)، تحمل حصى صغيرة من طين(٣٠٩)، تلقيه على أصحاب الفيل، ، فتقضي عليهم، حتى صاروا كبقايا الزرع المأكول الذي تحول بعد الخضرة والنصرة، إلى أن صار ملقى على الأرض يداس بالأقدام(٣١٠) ؟.