والقول الأول، وهو قول جمهور السلف، هو القول الراجح، وهو المعروف من لغة العرب، قال أمية بن أبي الصلت :
وفيها لحم ساهرة وبحر……وما فاهوا به أبد مقيم
وإنما سميت الأرض بهذا الاسم ؛ لأن فيها نوم الحيوان وسهرهم، فسميت بذلك للملابسة، والله أعلم. انظر : معاني القرآن للفراء، وتفسير الطبري
(٥٤)…اختلفت عبارة السلف في تفسير طوى على الأقوال :
…الأول : أنه اسم الوادي، عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، ومجاهد من طريق أبن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد، وابن زيد، وهذا هو أظهر الأقوال، والله أعلم.
…الثاني : أنه أمر لموسى بأن يطأ بقدميه، عن ابن عباس من طريق عكرمة، ومجاهد من طرق ابن جريج، وعكرمة من طريق يزيد.
…الثالث : بمعنى الذي طويته، عن ابن عباس من طريق العوفي. ويكون المعنى : بالوادي المقدس الذي طواه موسى مشياً بقدميه، ويكون "طوى" مصدراً خرج من غيره لفظه.
…الرابع : أن طوى بمعنى مرتين، عن الحسن من طريق ابن جريج، ومجاهد من طريق ابن جريج. ويكون - على قولهم - مصدراً من غير لفظه، وهو الشيء الذي يثنى ؛ أي : يكرر مرة بعد مرة، وقد يكون مفعولاً مطلقاً للمقدس، ويكون المعنى : بالوادي المقدس مرتين، أو يكون لناداه، فيكون المعنى : ناداه مرتين في الوادي المقدس.
…وهذه التفاسير مبنية على قراءة طوى، فقرئت بالتنوين طوى، وبتركه. (انظر : تفسير الطبري، ط: الحلبي : ١٦ : ١٤٦ - ١٤٧).