(٥٩)… وقع خلاف بين السلف في الآخرة والأولى، وسببه أنه وصف لموصوف محذوف، فقال كل منهم ما يناسب هذا الموصوف على سبيل التواطؤ، وكل الأقوال محتملة، وأقوالهم كالآتي :
…الأول : آخر كلامه وأوله، وهو قوله :﴿ما علمت لكم من إله غيري﴾ [القصص : ٣٨]، وقوله ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ [النازعات : ٢٤] وهذا قول ابن عباس من طريق أبي الضحى والعوفي، ومجاهد من طريق عبد الكريم الجزري وابن أبي نجيح، والشعبي من طريق إسماعيل الأسدي وزكريا، والضحاك من طريق عبيد.
…الثاني : الآخرة والدنيا، عن الحسن من طريق عوف وقتادة، وعن قتادة من طريق سعيد.
…الثالث : الأولى : تكذيبه وعصيانه، والآخرة : قوله : أنا ربكم الأعلى، عن أبي رزين من طريق إسماعيل بن سميع. ………………………=
=…رابع : أول عمله وآخر عمله، وهو قول مجاهد من طريق منصور، والكلبي من طريق معمر.
(٦٠)…جاء قصة موسى مع فرعون بين إنكار المنكرين للبعث وبين أدلته التي تبدأ بقوله تعالى :﴿ءانتم أشد خلقا﴾، وفيها إشارة إلى تهديد هؤلاء المنكرين بأن الله قد عذب من هو أشد منهم قوة، وأنهم لا يعجزونه إن لم يؤمنوا بما جاء به نبيه أن يقع بهم ما وقع بفرعون، والله أعلم.
(٦١)… لما كان طلوع الشمس وغروبها ينتج عنهما ظلمة الليل وضوء الضحى، والشمس في السماء، أضاف ظلمة الليل وضوء الضحى إليه. هذا من قول الطبري في تفسيره.
(٦٢)…ورد التفسير بذلك عن : قتادة من طريق سعيد، والسدي من طريق أبي حمزة، وسفيان من طريق عبد الرحمن.
…وعبر ابن زيد عن ذلك بقوله :"﴿دحاها﴾ حرثها وشقها، وقال :﴿أخرج منها ماءها ومرعاها﴾ [النازعات : ٣١]، وقرأ :﴿ثم شققنا الأرض شقا﴾ حتى بلغ :﴿وفاكهة وأبا﴾ [عبس : ٢٩-٣١]، وقال : حين شقها أثبت هذا منه، وقرأ :﴿والأرض ذات الصدع﴾ [الطارق : ١٢] ". فجعل الدح مفسراً بما بعدها، وكذا ورد عن ابن عباس. وهذا من تمام الدحو لا من تفسيره على لفظه، والله أعلم.