١٥ - عبد الرزاق قال : نا معمر، عن قتادة، في قوله تعالى ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر (١) ) حتى بلغ :( فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (٢) ) قال :« هذه في المنافقين » وضرب لهم مثلا آخر في قوله تعالى :( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله (٣) )، قال : هي :« لا إله إلا الله، أضاءت لهم، فأكلوا بها، وشربوا، وأمنوا في الدنيا، فنكحوا النساء، وحقنوا بها دماءهم، حتى إذا ماتوا ذهب الله بنورهم، وتركهم في ظلمات لا يبصرون » ثم ضرب لهم مثلا آخر فقال :( أو كصيب (٤) ) قال :« الصيب المطر فيه ظلمات ورعد وبرق » يقول :« أجبن قوم، لا يسمعون بشيء إلا ظنوا أنهم هالكون فيه، حذرا من الموت ( والله محيط بالكافرين )، ثم ضرب لهم مثلا آخر فقال :( يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه (٥) ) يقول :» هذا المنافق إذا كثر ماله، وكثرت ماشيته، وأصابته عافية « قال : لم يصبني منذ دخلت في ديني هذا إلا خير، ( وإذا أظلم عليهم قاموا ) يقول :» إذا ذهبت أموالهم، وهلكت مواشيهم، وأصابهم البلاء قاموا متحيرين «
(٢) سورة : البقرة آية رقم : ١٦
(٣) سورة : البقرة آية رقم : ١٧
(٤) سورة : البقرة آية رقم : ١٩
(٥) سورة : البقرة آية رقم : ٢٠