٨٦٦ - نا عبد الرزاق قال : أرنا عمر بن عبد الرحمن بن درية، قال : سمعت وهب بن منبه، يقول :« لما أسكن الله آدم الجنة وزوجته نهاه عن الشجرة، وكانت الشجرة غصونها يتشعب بعضها في بعض، وكان لها ثمر تأكلها الملائكة لخلودهم، وهي الشجرة التي نهى الله آدم وزوجته، فلما أراد إبليس أن يستزلهما دخل في جوف الحية، وكانت الحية لها أربع قوائم كأنها بختية (١) من أحسن دابة خلقها الله، فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها إبليس، فأخذ من الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته، فجاء بها إلى حواء، فقال : انظري هذه الشجرة ما أطيب ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لونها فأكلت منها، ثم ذهبت بها إلى آدم، فقالت : انظر إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لونها فأكل منها آدم فبدت لهما سوآتهما (٢)، فدخل آدم في جوف الشجرة، فناداه ربه يا آدم أين أنت ؟ قال : هأنذا يا رب، قال : ألا تخرج ؟، قال : أستحي منك يا رب، قال : ملعونة الأرض التي خلقت منها لعنة تتحول ثمارها شوكا، قال : ولم يكن في الجنة ولا في الأرض شجرتان أفضل من الطلح (٣)، والسدر (٤)، ثم قال : يا حواء أنت التي غررت عبدي فإنك لا تحملين حملا إلا حملته كرها، فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارا، وقال للحية : أنت التي دخل الملعون في جوفك حتى غر عبدي ملعونة أنت لعنة تتحول قوائمك في بطنك، ولا يكون لك رزق إلا التراب، أنت عدوة بني آدم، وهم أعداؤك حيث لقيت أحدا منهم أخذت بعقبه، وحيثما لقيك شدخ رأسك »، قال عمر : فقيل لوهب : وهل كانت الملائكة تأكل ؟ قال : يفعل الله ما يشاء
(٢) السَّوْأَةُ : في الأصل الفَرْج والعورة، ثم نُقِل إلى كُلّ ما يُسْتَحْيا منه إذا ظَهَر من قول أو فعل
(٣) الطَّلْح : وهي شَجَر عِظام من شَجَر العِضَاه
(٤) السدر : شجر النبق يجفف ورقه ويستعمل في التنظيف