٢٨٧٨ - نا عبد الرزاق عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل، قال شهدت عليا وهو يخطب ويقول : سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل، فقام إليه ابن الكواء، وأنا بينه وبين علي وهو خلفي فقال : ما ( والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا (١) )، فقال له علي : ويلك سل تفقها ولا تسأل تعنتا، ( والذاريات ذروا ) الرياح، ( فالحاملات وقرا (٢) ) السحاب ( فالجاريات يسرا (٣) ) السفن ( فالمقسمات أمرا (٤) ) فقال : هم الملائكة، قال : أفرأيت السواد الذي في القمر ما هو ؟ قال : أعمى سأل عن عمى أما سمعت الله يقول :( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل (٥) ) فذلك محوه (٦) السواد الذي فيه، قال : أفرأيت ذا القرنين أنبيا كان أم ملكا، قال : لا واحد منهما، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله، وناصح الله فناصحه الله، دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله، ثم دعاهم إلى الله فضربوه على قرنه الآخر، ولم يكن له قرنان كقرني الثور، قال : أفرأيت هذه القرنين ما هي ؟ قال : علامة كانت بين نوح، وبين ربه وأمان من الغرق، قال : أفرأيت البيت المعمور ما هو ؟ قال : ذلك الصرح في سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، قال : فمن ( الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار (٧) ) ؟ قال الأفجران من قريش بنو أمية، وبنو مخزوم كفيتهم يوم بدر، قال : فمن :( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا (٨) ) ؟ قال :« كانت أهل حروراء منهم »
(٢) سورة : الذاريات آية رقم : ٢
(٣) سورة : الذاريات آية رقم : ٣
(٤) سورة : الذاريات آية رقم : ٤
(٥) سورة : الإسراء آية رقم : ١٢
(٦) المحو : الإزالة، والمسح وذهاب الأثر والتنحية، والمحاء المزيل والمنحي للذنوب
(٧) سورة : إبراهيم آية رقم : ٢٨
(٨) سورة : الكهف آية رقم : ١٠٤