ب-يحتمل أن محمداً طالع في كتب من تقدمه أو سمعها فانتخب أجودها، وضمّ البعض إلى البعض (١).
جـ ـ كيف يستبعد سماعه ذلك من الآخرين وقد سافر إلى الشام قبل دعواه النبوة مرتين، وهى مملكة أهل الكتاب؟ وأيضا فقد كان في العرب من أهل الكتاب جماعة فلا يبعد أنه سمع ذلك منهم (٢).
وقد تسببت جدليات ابن كمونة ضد أصالة القرآن الكريم في هياج العامة عليه ومحاصرة داره إلا أنه تمكن من الهرب واختفى عدة أيام توفي بعدها (٣).
وتعد مرحلة بدايات الجدل التنصيري في المشرق من أهم أدوار الجدل التنصيري وأخطرها، إذ ألّفت قاعدة الجدل والأساس الذي بنى عليه المنصرون جدلياتهم في مراحل التنصير وأدواره المختلفة، وبالإضافة إلى هذه الملاحظة هناك ملاحظتان أخريان جديرتان بالرصد، هما:
١ ـ أن الجدل في هذه المرحلة جهد فردي يتوقف على قدرات المجادل وثقافته، لكن بسبب إجادة المجادلين للغة القرآن الكريم، فقد جاءت مجادلاتهم مكتظة باستشهادات مغلوطة من النصوص القرآنية مما أعطى لها نفوذاً روحيا وفكريا وعقديا على التراث الجدلي التنصيري

(١) السابق.
(٢) السابق ص ٨٩.
(٣) ابن الفوطى، الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة، ص ٤٤١ ـ ٤٤٢، بتحقيق مصطفى جواد، بغداد ١٩٣٢ م.
وانظر: الدكتور سعد العتيبي، نفوذ اليهود في عهد المغول الإيلخانيين، ص ٥١٨ ـ ٥١٩، مجلة الدرعية (عدد ٦، ٧) ربيع الأخر ـ رجب ١٤٢٠هـ / أغسطس، نوفمبر ١٩٩٩م


الصفحة التالية
Icon