ولما أعيد نشر هذه الترجمة فى طبعة أخرى عام ١٨٩٦م بتقديم المبشر ((هويرى)) وتحقيقه، أعاد هويرى التأكيد على دور هذه الترجمة فى تنشيط العمل التنصيري ضد الإسلام وتدعيمه (١).
الرابع: أن الكنيسة حرمت طبع أو نشر ترجمة القرآن، حتى إن ترجمة بطرس الموقر ظلت حبيسة محفوظات دير كلونى ولم يفرج عنها إلا بعد أربعة قرون (٢). ثم أعيد تحريم الطبع والنشر مرة ثانية، ولم يسمح بطباعة الترجمة إلا عام ١٦٩٤ م، عندما قام راهب مدينة هامبورج الألمانية إبراهام هنكلمان بطبعه (٣).
وقد سُخِّرت ترجمة القرآن فى الجدل التنصيري من طرق:
الأول: تشويه الترجمة
عمد المترجمون إلى تشويه ترجمة القرآن بإسنادها إلى مترجمين من الدرجة الثانية والثالثة ومعاملة النص القرآنى معاملة مؤلفات بشرية، وذلك للحد من إمكان إقبال غربىّ على هذه الترجمات والإفادة منها، وبذلك تألَّف حاجز نفسي عميق بين غير المسلم والقرآن، وكانت هذه الترجمات أحد أسباب سيول الأباطيل والمطاعن والشتائم التى ساقها كتِّاب التنصير ضد القرآن الكريم (٤).
(٢) محمد صالح البنداق، مرجع سابق، ص ٩٥ ـ ٩٦.
(٣) يوهان فوك، مرجع سابق، ص ٩٨.
(٤) قاسم السامرائى، مرجع سابق، ص ٦٧.