العصور الوسطى تلقفها توما الإكويني الذي صبغ العصور الوسطى برؤيته، فوصف الإسلام بأنه دين زائف وهرطقة بدعية (١).
وفى العصر الحديث أكد المبشر الأمريكي ماكدونالد، مؤسس مدرسة كنيدي لإعداد الإرساليات التبشيرية، وصاحب الدراسات الواسعة عن الإسلام ومؤلف أكثر من ((مادة)) من مواد دائرة المعارف الإسلامية، أكّد فيها على أن ((الإسلام مسيحية مهرطقة)) (٢).
وتجسدت هذه الجدلية في الأعمال الأدبية والفنية التنصيرية ففي ((الكوميديا الإلهية)) لدانتي الذي كان يتبنى الفلسفة اللاهوتية لتوما الإكوينى، يظهر محمد ﷺ في فصل (كانتو) ٢٨ من الجحيم، وقد وُضع في الدائرة الثامنة من دوائر الجحيم التسع، وهى دائرة من الخنادق الكئيبة التي تحيط بمعقل الشيطان ولا يفصل بين محمد ﷺ وقعر الجحيم حيث يقبع الشيطان، سوى المزيفين والخونة مثل: (يهوذا الإسخريوطي، وبروتس الرومانى). كما أن عقابه فريد مثير للاشمئزاز حيث يقطع نصفين من ذقنه إلى شقين. وهو يسوِّي بينه في استحقاق العقوبة وبين قسيس شهواني مرتد ادعى لنفسه مكانة دينية بارزة اسمه: ((فرا دولشينو)).
بينما يضع كلا من ابن سينا وابن رشد وصلاح الدين في الدائرة الأولى من الجحيم حيث يقاسون أخف ألوان العقاب، لأنهم أفاضل فاتتهم فقط نعمة الوحي المسيحي (٣).

(١) Montgomery Watt، The Influence of Islam on Medieval ﷺ urope، p. ٧٤، ﷺ dinburgh up ١٩٧٢.
(٢) إدوارد سعيد، الاستشراق، ص ٢٢٠ مرجع سابق.
(٣) إدوارد سعيد، الاستشراق، ص ٩٧، مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon