( وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾(
( وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ) أي شددنا عليها وثبتناها، ليواجهوا رياح الفتن وأعاصير المحن ويجابهوا موجات الكفر العارمة وتياراته الجارفة التي تولى كبرها وحمل لواءها الملك وبطانته ودعاة الكفر وسدنته، فألهم الله عز وجل أولئك الفتية بالصبر والثبات في مجابتهم لتحالف الشر.
قال صاحب روح البيان :" (وربطنا على قلوبهم ) أي قويناهم حتى اقتحموا مضايق الصبر على هجر الأهل والأوطان والنعيم والإخوان واجترأوا على الصدع بالحق من غير خوف ولا حذر، والرد على دقيانوس الجبار (١)، وفي الحديث " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر (٢) " (٣).
تقرير العقيدة الصحيحة
( إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ (
قاموا بين يدي الملك الجبار، أو قاموا بمعنى اجتمعوا، أوانبعثوا وعزموا على المضي قدما في طريق الحق.

(١) - زعموا أن هذا اسم ذلك الملك الظالم، وليس في القرآن ولا في السنة ذكر لاسمه، والله أعلم به
(٢) - - الحديث رواه النسائي في السنن عن ٤٠ ـ كتاب البيعة. ١٩٤٣ ـ باب فضل من تكلم بالحق عند إمام جائر. الحديث رقم: ٤٢٠٧ ـ ورواه الترمذي فى السنن عن أبى سعيد الخدرى أبواب الفتن باب أفضل الجهاد كلمة عدل سلطان جائر ح ٢٢٦٥ وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه، ورواه أبو داود فى السنن عنه ك الملاحم باب الأمر والنهى ح ٤٣٤٤ ورواه ابن ماجة فى السنن عنه ك الفتن باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ح ٤٠١١.
(٣) - روح البيان ٦ / ٢٢٢


الصفحة التالية
Icon