نورد هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ سَعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. قَالَ: كُنّا مَعَ النّبِيّ ﷺ سِتّةَ نَفَرٍ. فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنّبِيّ صلى الله عليه وسلم: اطْرُدْ هَؤُلاَءِ لاَ يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا.
قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، وَبِلاَلٌ، وَرَجُلاَنِ لَسْتُ أُسَمّيهِمَا. فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللّهِ ﷺ مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يَقَعَ. فَحَدّثَ نَفْسَهُ. فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: ﴿وَلاَ تَطْرُدِ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ (٦ الأنعام الاَية: ).
وعَنْه رضي الله عنه قال فِيّ نَزَلَتْ: ﴿وَلاَ تَطْرُدِ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ﴾ (٦ الأنعام الاَية: ).
قَالَ: نَزَلَتْ فِي سِتّةٍ: أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ مِنْهُمْ. وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ قَالُوا لَهُ: تُدْنِي هَؤُلاَءِ. (١)
فائدة : في عصور الجهل والانحطاط استغل بعض أصحاب المصالح وأرباب النفوذ بساطة الناس وسذاجتها في تحقيق مآربهم فيدعون اكتشاف كهف في المكان الفلاني به أصحاب الكهف وينسجون حوله الروايات ويقدمون الأدلة على صحة ادعائهم حتى يشيع الخبر بين الناس ويطير بين البلاد ويصير الكهف مزارا يؤمه الناس من بلاد شتى وما زلنا نسمع عن بعض الجهال أن هناك شجرة في المكان الفلاني وبئر في البلد الفلاني يتزاحم عليه الجهلة طلبا للتداوي والاستشفاء من الأمراض المزمنة والمستعصية وفي هذا من المخالفات الشرعية ما لا يخفى.
الحديث رقم: ٤٦ - (٢٤١٣)