الأول : أن يكون المراد شدة الهول ما فسر بذلك ابن عباس وغيره من المفسرين. فعلى هذا لا تكون هذه الآية من آيات الصفات. فلا يلزم من تفسير الساق بشدة الهول تأويل الصفات ويكون إثبات ( الساق ) بالسنة لا بهذه الآية.
والثاني : أن المراد من الساق ساق الله تعالى كما ورد في الحديث الصحيح فعلى هذا تكون هذه الآية في جملة آيات الصفات فلا يجوز تأويل الساق بشدة الهول والأمر.
ولا منافات بين القولين، فالله يكشف عن ساقه يوم شدة الهول وهذا خلاف قول المعطلة الذين ينفون صفة الساق ولا يثبتونها لا بالقران ولا بالسنة، بل حملوا الآية والحديث على شدة الأمر، وهذا وان كان محتملا في الآية لكنه لا يحتمل في تفسير الحديث، لورود الساق مضافة إلى الضمير العائد على الله تعالى(١).
ولا شك في أن القول الثاني أظهر وارجح في تفسير الآية، و أولى بان تفسر الآية به، لما ورد فيه من الحديث السابق كما عرفت.
و يا ليت المؤلف رحمه الله قرر الحق في أول كلامه لئلا يقع القارئ في اضطراب ووهم.
*المثال السادس عشر:
الآية (١) من سورة الأعلى قوله تعالى: ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ).
ذكر المؤلف رحمه الله ما كان لازما لصفة(٢) العلو فقط والأعلى اسم من أسماء الله تعالى يشتمل على إثبات صفة العلو لله تعالى ومعناه الأعلى من كل شيء، فهو افعل تفضيل دال على علوه تعالى بكل معاني العلو فهو الأعلى قدرا ومنزلة، وهو الأعلى بالقهر والغلبة، وهو الأعلى بذاته فوق كل شيء.
قال الحافظ الحكمي:
الأحد الفرد القدير الأزلي... الصمد البر المهيمن العلي
علو قهر وعلو الشان... جل عن الأضداد و الأعوان
كذا له العلو والفوقية... على عباده بلا كيفية
ومع ذا مطلع إليهمو... بعلمه مهيمن عليهم
وذكره للقرب والمعية... لم ينف للعلو والفوقية

(١) انظر : تفسير ابن جرير ( ١٢/١٩٧، وتفسير ابن كثير ( ٧/٩٠-٩١ )
(٢) فتح القدير ( ٥/٤٢٣ )


الصفحة التالية
Icon