ومما وقع للشوكاني رحمه الله في تفسيره من الزلات، ونقله لبعض الروايات الموضوعة والضعيفة التي وضعها طوائف من الشيعة و الإمامية لنصره ما ذهبوا إليه من الباطل المخالف لما كان عليه السلف فان السلف يثبتون الإمامة لأبى بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم جميعا، وهذا من أصول اعتقادهم التي نقلوها في كتبهم، وادعت الشيعة أن علياً أحق بالإمامة وإن الشيخين قد اغتصباها منه، وان الأمة كتمت نصوصا تدل على أحقيته فيها، وقد أورد الشوكاني بعض هذه الروايات الموضوعة دون أن ينبه عليها، ونحن نربأ به أن يكون مورداً لنصوص تؤيد ما ذهبت إليه الشيعة، عمدا منه، ولكن فاته التنبيه عليها، فمنها :
١ _ ذكر ضمن ما ذكر من الروايات عن ابن عباس إنه قال : تصدق علي بخاتم وهو راكع، فقال النبي ﷺ للسائل: من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذلك الراكع. فأنزل الله فيه ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )(١) ومر الشوكاني على هذه الرواية الموضوعة باتفاق أهل العلم فلم ينبه عليها(٢).
٢ _ أورد الشوكاني كذلك(٣) في تفسير الآية (٦٧) من سورة المائدة قال :( واخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْك... "(٤) على رسول الله ﷺ يوم غد يرخم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ). ولم يبين الشوكاني عدم صحة هذه الرواية بل أوردها كما رأيت وسكت عنها.

(١) المائدة الآية ( ٥٥ )
(٢) انظر : فتح القدير ( ٢/٥٣ )
(٣) انظر : فتح القدير ( ٢/٦٠ )
(٤) المائدة الآية ٦٧


الصفحة التالية
Icon