وكما أنّه عاش كافرا مات كافرا، حيث لم يقبل الله توبته، يقول تعالى:’’حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين‘‘(١).(فآمن حيث لا ينفعه الإيمان،’’فلمّا رأوا بأسنا قالوا آمنّا بالله وحده وكفرنا بما كنّا به مشركين، فلم يك ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا سنّة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون‘‘(٢). ولهذا قال الله تعالى في جواب فرعون حين قال ما قال’’آلآن وقد عصيت قبل‘‘(٣). أي أهذا الوقت تقول وقد عصيت الله قبل هذا فيما بينك وبينه’’وكنت من المفسدين‘‘(٤). أي في الأرض الذين أضلوا الناس وجعلناهم أئمّة يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون، وهذا الذي حكى الله تعالى عن فرعون من قوله هذا في حاله ذلك من أسرار الغيب التي أعلم الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم)(٥).
بعض نتائج الكفر وآثاره في شخصية فرعون
أول نتائج الكفر وأقساها أن تحل لعنة الله على من كفر، يقول تعالى:’’فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين‘‘(٦). فليس هناك أي مظهر للرحمة لا في حياته ولا حين مماته ولا بعد موته. فأينما يكون الكفر تحل اللعنة، ومن هنا ندرك العلة في اختفاء مظاهر الرحمة والتراحم في كثير من بقاع الأرض.

(١) الأعراف: ٩٠].
(٢) غافر: ٨٤-٨٥].
(٣) يونس: ٩١].
(٤) يونس: ٩١].
(٥) تفسير ابن كثير(٢/٤٣١).
(٦) البقرة: ٨٩].


الصفحة التالية
Icon