قد يظنّ بعض النّاس نتيجة لما يرون من الكفر والكافرين-وخصوصا عند اطِّلاعهم على قصة فرعون-أنّ الكفر أصل في الإنسان وأنّ الإيمان طارىء، وهذا عكس الحقيقة التي يقررها القرآن والسنّة؛ذلك أنّ الله تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده وأنّه لا إله غيره، يقول تعالى:’’وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى‘‘(١)؛(ذلك أنّ الله تعالى فطر خلقه على الإسلام ثم طرأ على بعضهم الأديان الفاسدة كاليهودية والنصرانية والمجوسية)(٢). يقول تعالى:’’فأقم وجهك للدين حنيفا، فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون‘‘(٣).
يقول صلى الله عليه وسلم:’’ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء‘‘(٤)، ومعناه(أنّه تعالى ساوى بين خلقه كلهم في الفطرة على الجبلة المستقيمة لا يولد أحد إلا على ذلك، ولا تفاوت بين الناس في ذلك)(٥). وفي الحديث القدسي’’وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا‘‘(٦).
المبحث الثاني
المحافظة على المكتسبات الخاصة

(١) الأعراف: ١٧٢].
(٢) تفسير ابن كثير(٣/٤٣٣).
(٣) الروم: ٣٠].
(٤) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب(لا تبديل لخلق الله): لدين الله،(خَلْق الأولين): دين الأولين. والفطرة الإسلام.(٥/٥١٢)رقم(٤٧٧٥).
(٥) تفسير ابن كثير(٣/٤٣٣).
(٦) صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في صفة يوم القيامة(٤/٢١٩٧)رقم(٢٨٦٥).


الصفحة التالية
Icon