أمّا النوع الثاني وهو: الملك فيعني المال والثروة وهي من أهم الزخارف الدنيوية التي تصرف النّاس عن النّظر والتدبر والمعرفة والعلم، فتصبح الدنيا أكبر همهم ومبلغ علمهم، ينشغلون بالتّافه من الأمور ويتركون العظام منها، وتصبح الدنيا محور اهتمامهم. والمنشغل في الدنيا ذاهل عن الحقائق الكبرى هابط في اهتماماته، يقول تعالى:’’فلا تغرنّكم الحياة الدنيا‘‘(١)، أي(فلا تغرنكم الحياة الدنيا فيذهلكم التمتع بها عن طلب الآخرة والسعي لها)(٢)، وهكذا حال الطواغيت في ذهول عن الحقائق الكبرى لا يرون إلاّ ما بين أيديهم من متاع وزخرف، وذلك هو معنى قوله تعالى:’’كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة‘‘(٣). أي(إنما يحملهم على التكذيب بيوم القيامة، ومخالفة ما أنزله الله عز وجل على رسوله ﷺ من الوحي الحق والقرآن العظيم لأنّ همَّتَهم إلى الدار الدنيا العاجلة وهم لاهون متشاغلون عن الآخرة)(٤).

(١) فاطر: ٥].
(٢) تفسير البيضاوي(٤/٤١١).
(٣) القيامة: ٢٠-٢١].
(٤) تفسير ابن كثير(٤/٤٥٠-٤٥١).


الصفحة التالية
Icon