من أهل الحق فلمن عاونه أجر عظيم، لأنّه لولا هذه المعونة لما استطاع الحكم، وهؤلاء هم بطانة الخير وأهل الفضل. وأمّا إن كان الحاكم جائرا ظالما فعلى من سانده وعاونه إثم ووزر، لأنّه لولا هذه المعاونة لما استطاع أن يُخضع النّاس ويُذلّهم، فهم أنصار الباطل وشركاء الإثم.
ولمّا كان فرعون فردا لا يستطيع أن يفرض نظامه بمفرده كان لا بدّ له من أعوان يساندونه ويشاركونه، وهم بذلك سبب في ظهور هذه الشخصية المنحرفة، فلولاهم لما تفرعن فرعون وطغى وتجبر. وفي المقابل لا بدّ من جمهور يتقبل هذا الذل، ولن تخضع الجماهير للذل إلا إذا كانت فاسقة، فيكون فسق الأغلبية سببا في انتفاش الباطل وسيطرته. ولمّا اجتمع لفرعون فسق الجمهور ومشاركة المنتفعين المتزلفين تمكّن.
ويمكننا من خلال القرآن الكريم أن نحدد المشاركين والمساندين لفرعون الذين ساهموا في إبراز شخصيته وإظهارها، وهم:
أولا: هامان
والذي يمثل أقرب النّاس إلى فرعون، فهو(وزيره ومدبر رعيته ومشير دولته)(١)وساعده الأيمن، والشخصية الثانية في هرم الحكومة، حيث نص القرآن على أنّه شريك في الخطيئة، حيث يقول تعالى:’’إنّ فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين‘‘(٢). أي كانوا خاطئين آثمين في كل شيء، في أفعالهم وأقوالهم، ومذنبين فعاقبهم الله تعالى بأن ربى عدوهم على أيديهم، ليكون لهم عدوا وحزنا (٣). وهامان شريك في كل ذلك فقد جمعه النّص مع فرعون في الإثم والعقوبة.

(١) تفسير ابن كثير(٣/٣٩١).
(٢) القصص: ٨].
(٣) انظر: تفسير البيضاوي(٤/٢٨٣)وتفسير الطبري(٢٠/٣٣)وتفسير ابي السعود(٧/٤)وفتح القدير(٤/١٦٠)وتفسير النسفي(٣/٢٢٨).


الصفحة التالية
Icon